أم الأسرى أم جبر وشاح.. رحلة عذاب من بيت عفا الى المشفى

أم الأسرى أم جبر وشاح.. رحلة عذاب من بيت عفا الى المشفى

  • أم الأسرى أم جبر وشاح.. رحلة عذاب من بيت عفا الى المشفى

اخرى قبل 4 سنة

أم الأسرى أم جبر وشاح.. رحلة عذاب من بيت عفا الى المشفى

شرفة الحياة - فتحي البس

منظر أم جبر وشاح على سرير في المشفى، مصابة وموجوعة، أدمى قلبي كما قلب كل فلسطيني، يا للعار، إصابتها ليست اسرائيلية المنشأ، بل حمساوية، وما الحجة؟ أو التهمة؟ دفاعها عن  بيتها في المخيم في شارع ضيق، معظم بيوته مخالفة بسبب الازدحام والاضطرار، وضرورة تأمين مكان للعائلة.

والمذهل نفي شرطة حماس الاعتداء اذ ورد في بيانها: "إن الشرطة "تستنكر ما نُشر حول اعتداء مُدّعى على الحاجة المناضلة أم جبر وشاح بمخيم البريج وسط قطاع غزة، وتوقيف ابنها المناضل جبر وشاح"، وتنفي ذلك جملة وتفصيلاً.

تنفي جملة وتفصيلا دون خجل بينما توثِق الصور والفيديوهات المنشورة وشهادات ابناء المخيم  وقوع هذا الاعتداء الوحشي غير الأخلاقي الذي سيجللهم بالعار الأبدي.

سيرة أم جبر وشاح وثّقها فيلم "أم الأسرى، حارسة الحلم الفلسطيني"، تروي فيه رحلة العذاب من قريتها بيت عفّا الى المخيم وبجبروت المرأة الفلسطينية الصابرة والقادرة تروي كيف فقدت ابنها الأول ابراهيم أثناء الرحلة، وابنها الثاني ابراهيم بعده بفترة وجيزة، وتسمية ابنها اللاحق جبر، لكي يجبر الله خاطرها عن الفقدان الموجع.

اعتقل جبر وقضى 17 عاما في السجن.. تروي ما قالته للحاكم العسكري يوم نطق بالحكم على جبر بالسجن المؤبد: يا خنزير ظلمت ابني ولكن اسمع:

يا فلسطين افرحي في شبابك

يا رصاصنا في قلوب الأعادي فتح شبابك.

منذ ذلك اليوم، بدأت رحلتها النضالية، زيارة جبر لأول مرة لتتعرف على سمير القنطار، الفدائي اللبناني فتقول له منذ اليوم انت رقم 1 وجبر رقم 2، ولتتوسع دائرة تبنيها للأسرى العرب الذين لا اهل لهم يزورونهم ووصل عددهم الى حوالي اربعين أسيرا، تزورهم بانتظام وتتابعهم من سجن الى سجن وتحضر محاكماتهم وتشد من ازرهم، وتستعين ببنات غزة في عملية منظمة، لتتمكن من القيام بمسؤوليتها كأم تجاههم جميعهم، ويوم تحرّر ابنها من الاسر في عملية تبادل وقبل ان تحضنه سألته عن سمير القنطار وبقية الأسرى.

ظلّت وفية لأمومتها، الى درجة تنظيم اضراب عن الطعام امام الصليب الاحمر في موازاة اضراب الأسرى في سجون الاحتلال استمر 21 يوما.

ام جبر وشاح، تهان اليوم رغم تاريخها وتاريخ عائلتها النضالي، على ايد عربية اسلامية، الأصل فيها الطهارة، ولكن من يراجع تاريخ "الحسم العسكري" وعمليات القتل وسحل المناضلين في الشوارع وتقطيع الايدي والارجل والقاء الناس من على السطوح، لا يستغرب ذلك.

اليوم في حماس الا توجد أصوات عاقلة، وفي ظل هذا الوضع الصعب لقضيتنا، ألا تستطيع عقلنة أداء عناصرها، والدفع تجاه ممارسات تقود الى المصالحة السياسية والاجتماعية؟؟

لأم جبر وشاح، ذات الثمانين عاما وربما اكثر، نموذج المرأة الفلسطينية الصلبة والقادرة- باقات ورد فلسطينية تحمل الأمل بالخلاص.

 

الحياه الجديده

التعليقات على خبر: أم الأسرى أم جبر وشاح.. رحلة عذاب من بيت عفا الى المشفى

حمل التطبيق الأن